قصص لفاقدي السند الأسري :القصة الثالثة
تعرض القصة التالية واقع فاقدي السند الأسري في الأردن بلغتهم وهي جزء من سلسلة قصص ضمن فعاليات حملة كسب التأييد الخاصة بمشروع "تمكين خريجي دور الرعاية في الأردن.
عشت في مؤسسة للأيتام من لما كان عمري سنة بعد ما توفّت أمي لحد ما صرت 18 سنة. انصدمنا أنا واخواني بالواقع برا المؤسسة لما رجعونا على بيت أبوي اللي ما كنا بنعرفه من لما كنا أطفال.
طب هاي المؤسسة اللي طلعتنا ورجعتنا على البيت، ما بتقدر تشوف شو حالته وشو حالة أبوي الصحية قبل ما ترجعنا؟ مش بالأصل كان في مشكلة وعشان هيك كنا بالمؤسسة؟ تأكدت المؤسسة أنه هاي المشكلة انتهت وأنه البيئة اللي طلعنا عليها سليمة قبل ما تطلّعنا عليها؟
انتركنا لحالنا نواجه هذا الواقع الجديد. نجحت في التوجيهي بعد ما عدته مرة واحدة، ودرست في الجامعة بواسطة صندوق الأمان، وتحدّيت كل الظروف لأكمل دراستي وأخذ الماجستير في الإعلام على حساب شخص هو تكفّل بالمصاريف لأنه آمن فيّ بوقتها.
نجحت بجهودي الشخصية وبمساعدة بعض المؤسسات اللي بتقدم مساعدة لخريجي دور الرعاية، بس الطريق ما كانت سهلة حتى مع هاي الشهادات. احنا ما معنا رقم وطني لأنه أمي أردنية وأبوي مش أردني.
باقي ولاد المؤسسة اللي ما بيعرفوا أهاليهم عندهم رقم، بس احنا لأ بحجة أنه أهلنا معروف مين هم. رضينا بالوضع، وتأملنا خير لما طلع القرار بمنح بطاقة خاصة لأبناء الأردنيات اللي متزوجات مش أردنيين على أمل تساعدنا في حياتنا اليومية، بس المفاجأة كانت أعظم!
بعد بحث طويل في أوراق أمي الثبوتية القليلة اللي قدرنا نحصلها بعد كل هالغياب، راجعنا دائرة الأحوال المدنية وحكولنا أنه رقمها الوطني مش ظاهر في أي من سجلات الدائرة، ورجعنا زي ما احنا بلا رقم وطني!
ورقة دفع ضريبة المسقفات الوحيدة اللي عليها رقم أمي الوطني ما جابت نتيجة. في قصة معقدة أكثر من هيك؟ والأهم من هيك، في حل؟