قصص لفاقدي السند الأسري :القصة الثانية
.تعرض القصة التالية واقع فاقدي السند الأسري في الأردن بلغتهم وهي جزء من سلسلة قصص ضمن فعاليات حملة كسب التأييد الخاصة بمشروع "تمكين خريجي دور الرعاية في الأردن
عشت بأكثر من فرع من قرى الأطفال لحد ما صار عمري 18 سنة. بعدها انتقلت لمؤسسة ثانية كنت بشتغل وبنام فيها، وبهاي الفترة حكولي أنه في واحد مش أردني بده يتزوج منّا ووافقت فوراً.
قلت عالقليلة بسكن تحت سقف واحد بقية عمري، بدل ما أضل أتنقل بين مؤسسة لمؤسسة. ما كان عندي فرصة أكمل تعليم، فما كان عندي اشي ثاني أسويه.
يا ريت لو في حد قعد معي، فهمني شو يعني تتزوجي واحد مش أردني أكبر بعشرين سنة، بس ما حدا كان سائل. من أول يوم، عرفت أنه خياري كان خطأ، وكثير رحت عند المسؤولات اللي بيعرفوا وضعي وحكيت لهم بدي أطلّق.
قالوا لي لو بطلّق بنام بالشارع، وحكولي احمدي الله اللي لقيتي حد يتزوجك، مين بيتزوج واحدة من المؤسسة ما بتعرف أمها وأبوها؟
كان يضربني، ويضرب ولادي، ومش بس ضرب، ولادي كانوا ينهانوا ويجوعوا، ما كان يرضى يدفع أكثر من دينار واحد يومياً للأكل والشرب وكل مصاريف البيت!
بعد تسع سنين، طلبت الطلاق أخيراً ونمت في الشوارع شهور. كنت أنشّن عمكان بين سيارة وسور حتى ما ينتبه علي حد، وبلشت أشتغل مشان أقدر أستأجر غرفة أسكن فيها مع ولادي الثلاثة، وهم ضلوا مع أبوهم عبل ما ألاقي مكان.
بعد ما لقيت مكان أسكن فيه، اتفقنا على موعد مشان يجي هو والولاد عليه. بهذاك اليوم، اتصلت فيه كثير، وما كان يرد، اكتشفت أنه سافر على بلده الأصلي ومعه الولاد بدون ما يكون عندي أدنى فكرة!
انجنيت، وما لقيت ولا شخص أو مؤسسة يوقفوا معي وقتها. كثير بسأل كنت أنه شو الذنب اللي أنا عملته لحتى صار الكل يعاملني كمجرمة. كان نفسي بس أقول لكل واحد بيحاسبني يحاسب نفسه بالأول!