رمال متحركة: تغير أدوار النوع االجتماعي بين اللاجئين في لبنان
دفع النزاع السوري نحو مليون إنسان للفرار إلى لبنان - أي نحو 25 بالمائة من تعداد سكان لبنان البالغ 4،2 مليون نسمة. وعلى الرغم من جهود السلطات اللبنانية، وكرم المواطنين اللبنانيين، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المساعدات الدولية والوطنية، فقد خلق هذا التدفق الهائل للاجئين ضغوطاً شديدة، حيث أجبر هؤلاء اللاجئين على الاضطلاع بأدوار ومسؤوليات جديدة تتناقض في العادة مع ما ألفوه من أدوار اجتماعية تقليدية للرجل والمرأة. فكثير من اللاجئين الرجال يشعرون بالمرارة والعجز لعدم قدرتهم على الوفاء بأدوارهم التقليدية المتمثلة في الإنفاق على الأسرة وحمايتها، كما حرمت الكثير من اللاجئات، نساء وفتيات، من النفاذ إلى الموارد والخدمات التي اعتدن عليها في سوريا قبل اندلاع النزاع، والتي كانت تمكنهن من القيام
بأدوار نوعهن الاجتماعي التقليدية.
ولفهم هذا التغير الذي طرأ على أدوار النوع الاجتماعي، قامت أوكسفام وأبعاد – مركز الموارد للمساواة بين الجنسين – بإجراء تقييم لأوضاع النوع الاجتماعي ومواطن الضعف فيه، بين اللاجئين السوريين واللاجئين الفلسطينيين الذين قدموا من سوريا إلى لبنان، وشملت الدراسة أكثر من 15 فردا. اعتمدت الدراسة النوعية على مناقشات مجموعات التركيز ومقابلات شخصية مع شخصيات رئيسية ولاجئين فُرادى، في مارس / أذار وأبريل / نيسان 213 .استهدفت الدراسة استكشاف تجارب اللاجئين فيما يتعلق بتغير الأدوار الاجتماعية والاقتصادية للنوع الاجتماعي، والآثار السلبية والإيجابية لتلك التغيرات على حياتهم. وتمثلت المجالات التي شملتها الدراسة في: تغير معايير النوع الاجتماعي وقيمه وهوياته، وتغير الأمن الجسدي والسلامة النفسية، وتغير تحكم الجنسين في الموارد، ونفاذ الجنسين إلى المساعدات والخدمات الأساسية.
يستعرض هذا التقرير النتائج والتحيليلات التي توصل إليها التقييم، ويختتم التقرير بتوصيات مفصلة موجهة إلى مارسي التنمية والعمل الإنساني والوكالات المانحة لمساعدتهم على تصميم وتنفيذ برامج تراعي النوع الاجتماعي وتعالج التحول في أدواره وتقليص الضغوط والتوترات بين اللاجئين.