.تعرض القصة التالية واقع فاقدي السند الأسري في الأردن بلغتهم وهي جزء من سلسلة قصص ضمن فعاليات حملة كسب التأييد الخاصة بمشروع "تمكين خريجي دور الرعاية في الأردن
عشت في قرى الأطفال من لما كان عمري يومين، وانتقلت لسكن الطالبات لما صرت 18 سنة. كنت ساكنة في بيت واحد طول مدة وجودي في القرية، وربتني أم واحدة لحد ما صرت 14 سنة، وهذا شي أثّر فيّ بطريقة إيجابية. دخلت الفرع العلمي بالتوجيهي، حتى المعلمات كانوا ما يصدقوا أنه بنت من القرية بالعلمي، لأنه أغلب بنات القرية بيفوتوا تخصص التجميل! بعد ما رسبت بامتحان التوجيهي، أخذت دورة "مهارات وظيفية مكتبية" وتعلمت فيها الطباعة بسرعة كثير، وساعدتني هاي المهارة أشتغل فيها بعدين. لقيت شغل في إدارة مطعم بعمّان، بس يا ريت لو بيطلعوا على السي في زي تاعتنا، مديري ما حتى اطلّع على السي في والدورات اللي أخذتها. هو اعتبر أني بس يتيمة وحالة إنسانية مش أكثر. الأصل نقدّم لأي وظيفة زي غيرنا من الناس ونتعامل على أساس مهاراتنا،! عدت امتحان التوجيهي ونجحت بمساعدة من مؤسسة بتشتغل مع الأيتام، ودرست في كلية بعمّان. طول فترة دراستي، ما كنت أخلي حدا يعرف أني من القرية مشان ما أشوف شفقة في عيونهم. وفعلاً ما حدا عرف إلا لما فكرة مشروعي فازت في مسابقة، وصار لازم اليل فازوا يسافروا. وقتها كان بدهم موافقة ولي أمر وهون عرفوا عني بس. أنا هيك بدي، مشان أفوز مشاني سعاد بعقلها ومهاراتها مش وضعها الاسثتنائي! من فترة، صرت أدوّر على منحة للسفر برا، ما بدي مواهبي تضل مدفونة هون. بدي أكون في بيئة تحسسني أنني إنسانة طبيعية، ومش غريبة في مكان يفترض يكون بلدي. بدي مكان الناس فيه بتدعمني لأفكاري، مش بتتسابق تتبرع لي لأنني يتيمة. بدي أمشي في الشوارع من دون ما يسألني شفير التاكسي عن أصل عيلتي، وأضطر أكذب. يوم بكون بنت العشيرة الفلانية، ويوم بكون من القدس بس أعرف أنه اللي سأل ما رح يروح يدوّر على أصل عيلتي في القدس. صار ما عندي مانع أتزوج أجنبي مسيحي، مع أنه حرام، ولا أتزوج واحد عيلته بيرفضوني! الناس والمسؤولين بيتذكرونا في رمضان. بيكفي ولائم للإفطار، احنا مش جوعانين ومش الأكل اللي ناقصنا!